إياكم أن تفهموا من قول الله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} ان معناه جلس أو ان معناه استقر هكذا من غير جلوس فوق العرش

عن فضيلة الشيخ الدكتور نبيل الشريف رزقه الله مقام الإحسان ونفعنا به وبعلمه

لله تعالى
من دروس الإمام ١٢٩

قال الإمام الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله وغفر له ولوالديه

نحن نتبع الصحابة ومن تبعهم إلى عصرنا هذا، نحن جمهور علماء الإسلام، لسنا شاذين إنما الشاذون هم الوهابية والقطبية أتباع سيد قطب وحزب التحرير هؤلاء لعنهم الله شذوا عما كان عليه الصحابة والتابعون وأتباع التابعين وجمهور الأمة، شذوا عنهم. نحن نعلّم ما كان عليه السلف الصحابة ومن تبعهم إلى هذا العصر، علماء الإسلام على هذا في مصر يقررون هذا وفي اندونيسيا وفي باكستان والهند والمغرب وافريقيا. ان الله موجود بلا مكان ليس له حدٌّ ليس له كمية صغيرة ولا كبيرة الكمية للمخلوق، الخالق لا يكون له كمية لو تصور واحد ان الله شىء عظيم متسع متسع ضخم بقدر العرش وأكثر إلى ءالآف المرات على العرش، هذا ما عرف الله، هذا كافر، كل شىء له حد يحتاج لمن جعله على تلك المساحة على ذلك الحد، بهذا عرفنا عقلًا أن الشمس لا تستحق الألوهية، أليس الشمس لها حد، بلى فإذًا تحتاج إلى من جعلها على هذا الحدِّ ليست هي جعلت نفسها على هذا الحد. وكل شىء له حدٌّ يحتاج لمن حدّه، الأجرام كلها لها حد، الذرة أصغر الأجرام ثم بعد ذلك شىء يكون أكبر حجمًا من شىء إلى العرش، أكبر الأجرام هو العرش، ولو وجد شىء اوسع من العرش فهو مخلوق، فالله لا يجوز أن يكون كالعرش ولا كالذرة ولا كالإنسان لا يجوز أن يكون له حد هذا معنى :تعالى عن الحدود يعني ليس حد ليس له كمية ليس معنى تعالى عن الحد أنه شىء واسع واسع واسع لا يدرَك نهايته، لا، إنما معنى تعالى عن الحدود انه ليس شيئًا له كمية، أما الشىء الذي له كمية إن كان صغيرًا صغيرًا إلى نهاية الصغر والقلة وإن كان كالعرش أو لو كان أوسع من العرش بآلاف المرات فهو مخلوق، لذلك أهل السنة قالوا تعالى عن الحدود والغايات والأركان أي الجوانب، الإنسان له جوانب هذا وهذا وهذا وهذا، الله تعالى لا يجوز أن يُتصور هكذا ومع ذلك موجود لا كالموجودات.

في المخلوق شىءٌ لا يمكن تصوره فكيف الله، مضى زمن لم يكن فيه نور ولا ظلام هذا العقل لا يتصوره مهما فكرت لا تستطيع أن تتصور وقتًا لم يكن فيه نورٌ ولا ظلام أنت تستطيع أن تتصور نورًا وحده والظلمةَ وحدها أما أن تتصور وقتًا ليس فيه ظلمة ولا نور، لا تستطيع.

العقل يصحح موجودًا ليس له كمية ولا شكل ولا جهة من الجهات، نحن أهلَ السنة على هذا، أما الوهابية تقول الله شىء قاعد على العرش بقدر العرش وأحيانًا تقول كما قال زعيمهم ابن تيمية بقدر العرش ويزيد عليه، كفر هذا، كله كفر. جعلوا له أمثالًا، لأن الإنسان له حد والشمس لها حد والقمر، والذرة، والخردلة، لذلك نحن نقول الله موجود بلا مكان، بلا حد، بلا كيفية، بلا شكل، ثم يقول الإمام أبو جعفر الطحاوي الذي كان قبل ألف ومائة سنة، يقول ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر أي صفة من صفات البشر فهو كافر. سيدنا أحمد الرفاعي قال الذي يفهم من القرءان من بعض الآيات ان الله كبعض خلقه ان له حدًا ومساحة وشكلاً وحركةً وسكونًا، قال الذي يفهم هذه الآيات على هذا الوجه فإن ذلك من أصول الكفر، معناه إياكم أن تفهموا من قول الله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} ان معناه جلس أو ان معناه استقر هكذا من غير جلوس فوق العرش، إياكم لأن ذلك كفر. اهـ

لا فلاح الا بتعلم أمور الدين
قناةُ حب محمد يجمعنا دُرُوس مُحَررَة

https://t.me/love_mohamed_Bring_together
رحم الله من كتبه ومن نشره