عن فضيلة الشيخ عبد الرزاق الشريف رزقه الله مقام الإحسان

قال شيخنا رحمه الله تعالى ونفعنا به وأمدنا بأمداده

اللهُ تَعالى يُطلِعُ بَعضَ النّاس على شَىءٍ ولا يُطلِعُ مَن حَولَهم عَليه. أيّامَ السُّلطَان عبد الحَميد رجلٌ كانَ معَ الجَيشِ العُثمَانيّ مَكَثَ ثَمانيَةَ أَشهُر قالَ مَرّةً أَدخَلْتُ يَدِي في الفُتْحَةِ في المدينَةِ مِن غَيرِ أن أمَسَّ الحَديد فبَقِيَ الطّيْبُ في يَدِي خَمسَةَ عَشَر يَومًا أَغسِلُها بالصّابُون ولا تَذهَبُ الرّائحَةُ، يُقَالُ لهُ الحاج خَلِيل رحمه الله، مِن شِدّةِ تَعلُّقِه بذِكْر الله كانَ يَصعَدُ على سَطح دُكّانَتِه ويؤذّنُ وهناكَ دُرُوز، قَلبُه مُتَعَلّقٌ بالأذان كُلَّ الوَقتِ يَذكُر اللهَ كانَ بَكّاءً رَقِيقَ القَلب، بعضُ الأولياءِ لا يَعرِفُهُمُ النّاسُ اللهُ يُخْفِيهِم، بَعضُ العِبادِ يَعلَمُونَ بهم، أمّا أَكثَرُ النّاسِ لا يَعتَبِرُونَهم شَيئًا، يُقَالُ لهُ الحَاج خَلِيل، مِنَ العيَاتِنَة، قالَ قَبلَ وَفاتِه جَاءَني مَلَكَانِ مِنَ الملائكةِ وهوَ صَادقٌ، وهوَ صَحِيح ليسَ على فِرَاش الموت.قال الشيخ رحمه الله : الشَّيْخُ خَلِيْل عيْتَانِي حَبِيْبِي، كَانَ يُحِبُّنِي وَأُحِبُّهُ

نصيحة من القلب

يقول الله عز وجل: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} [التوبة:18].

ومن عمارة المساجد أن نحييها بالصلاة فيها، وتلاوة كتاب الله العظيم، والذكر، والدعاء، وإقامة وحضور مجالس علم الدين، قال الله عز وجل: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ . رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ . لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [النور:36-38].

إن عمارة المساجد من أهم أعمال الخير والبِرّ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الله في ظله (أي ظل العرش) يوم لا ظل إلا ظله» وذكر منهم: «رجلاً قلبه معلق بالمساجد» (رواه البخاري ومسلم).

فيا إخوة الإيمان والإسلام

عليكم بعمارة المساجد بالطاعات وحثّوا غيركم على ذلك

اعمروها ولا تهجروها

أحيوها بالصلاة والذكر والدعاء وحضور مجالس علم الدين

فأنفاسنا معدودة وما هي إلا ساعات ونرحل عن هذه الدنيا وما فيها