الإقبال على النوافل

الإقبال على النوافل

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد رسول الله وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين، أما بعد :

يقول الله تعالى في محكم التنزيل: {وَمَنْ أَرَادَ الآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} وكم هو عظيم قولك يا رسول الله: “أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا” فقد دخل صلى الله عليه وسلم إلى حجرة عائشة فدخل في الفراش فمسّ جسده جسد السيدة عائشة رضي الله عنها فقال لها: “ذَرِيْنِيْ أتعبَّدُ رَبّي” ثم قام وتوضأ وصلى فقام فبكى فابتلت لحيته، فركع فبكى فسجد فبكى فابتلّ التراب الذي بمحاذاته صلى الله عليه وسلم، فقالت عائشة: لم هذا يا رسول الله وقد غفَر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر فقال عليه الصلاة والسلام: “أفلا أحبّ أن أكون عبدا شكورا”.

فحري بنا إخوة الإيمان أن نقتدي برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وأن نقبل إلى الطاعات الفراض منها والنوافل، ونحن اليوم في هذا الشهر المبارك شعبان الذي فيه ليلة عظيمة الشأن هي ليلة النصف من شعبان، ثم يلي ذلك شهر رمضان الذي هو أفضل الشهور على الإطلاق وفيه ليلة هي أفضل الليالي ليلة القدر.

إخوة الإيمان فلنقبل إلى طاعة الله تبارك وتعالى، ولنجمع من الخيرات لما بعد الموت، فاعمل للدنيا بقدر مكثك فيها واعمل للآخرة بقدر حاجتك إليها، والله تعالى شكور يعطي على العمل القليل الأجر العظيم. فعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من توضّأ فأحسن الوضوء ثم رفع بصره إلى السماء فقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله فُتحت له ثمانية أبواب من الجنّة يدخل من أيها يشاء” أخرجه أحمد وأبو داود.

وعن أم حبيبة زوج النبي قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة” رواه مسلم. وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ ءاية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة (أي بعد كل صلاة مكتوبة) لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت” رواه الطبراني والدارقطني.

وعن مسلم بن زياد مولى ميمونة زوج النبي عليه الصلاة والسلام قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يصبح: اللهم أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأنّ محمدا عبدك ورسولك، أعتق الله ربعه ذلك اليوم من النار فإن قالها أربع مرات أعتقه الله ذلك اليوم من النار” أخرجه البخاري وأبو داود.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: من قال عند منامه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير ولا حول ولا قوة إلا بالله سبحان الله وبحمده لا إله إلا الله والله أكبر، غفرت ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّ سورة من القرءان ثلاثون ءاية شفعت لرجل حتى غفر له وهي سورة تبارك الذي بيده الملك، رواه أبو داود والترمذي، وفي حديث: هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لنوفل الأشجعي: إقرأ “قل يا أيها الكافرون” فإنها براءة من الشرك، أي عند النوم، رواه أبو داود والترمذي. وقد ورد في الحديث: لا حول ولا قوة إلا بالله كنز تحت العرش. وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وجبت له الجنة” أخرجه أبو داود وابن حبان. فبعد هذا كله يحضرني قول الرفاعي رضي الله عنه وأرضاه: “لا تنشغل بالنعم عن المنعم” فاشغل أوقاتك أخي المسلم بالنافع والمفيد، فالفراغ إن لم تشغله بما يعني شغلك بما لا يعني، وتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يشبع مؤمن من خير حتى يكون منتهاه الجنة” ، وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، رحم الله من كتبه ومن نشره

Peut être une image de 1 personne et texte