إذا تذلّلَتِ الرقاب تَخَشُّعًا…مِنّا إليك فعِزُّها في ذُلِّها

عبرة عن التواضع

قال القرطبي في تفسيره في قول الله تعالى: “واستوت على الجودي وقيل بُعدا للقوم الظالمين”. سورة هود 44. أي هلاكا لهم.

الجودي جبل بالموصل استقرت عليه سفينة نوح عليه السلام في العاشر من المحرم يوم عاشوراء. فصامه نوح عليه السلام وأمر من معه من الناس فصاموه شكرا لله تعالى. قيل كان ذلك يوم الجمعة. ورُوي أن الله تعالى اوحى إلى الجبال أنّ السفينة تُرسي على واحد منها، فتطاولت، وبقي الجودي لم يتطاول تواضعا لله تعالى فاستوت السفينة عليه. قال مجاهد: تشامخت الجبال وتطاولت لئلا ينالها الغرق، فعلا الماءُ فوقها، وتطامن الجودي وتواضع لأمر الله تعالى فلم يغرق. ورست السفينة عليه. قيل: أكرم الله تعالى ثلاثة جبال بثلاثة نفر: الجودي بنوحٍ، وطور سيناءَ بموسى، وحِراءَ بمحمدٍ صلى الله عليهم وعلى كل الأنبياء والمرسلين. قيل: لما تواضع الجودي وخضع عزَّ، ولما ارتفع غيرُه واستعلى ذَلَّ. وهذه سُنَّةُ الله تعالى في خلقه، يَرفع مَن تَخَشَّعَ، ويَضَعُ مَن ترَفَّعَ. وقد أحسن من قال:

إذا تذلّلَتِ الرقاب تَخَشُّعًا…مِنّا إليك فعِزُّها في ذُلِّها

الدعاء لي ولوالديا بالخير بارك الله فيكم